الموقع الرسمى لعائله الحداد بمصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحب أساس المعرفة، ورد فى الحديث ( ألا لا إيمان لمن لا محبة له)

اذهب الى الأسفل

  الحب أساس المعرفة، ورد فى الحديث ( ألا لا إيمان لمن لا محبة له) Empty الحب أساس المعرفة، ورد فى الحديث ( ألا لا إيمان لمن لا محبة له)

مُساهمة  الشريف مهدى الحداد الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 4:06 am

والحب
(والحب أساسى) الحب أساس المعرفة، ورد فى الحديث ( ألا لا إيمان لمن لا محبة له)

أى لله، وحقيقة الحب : الميل، فمن لم يمل بكليتيه انتفى منه الحب.

وأفضله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) فإذا اتبعه وفعل الأمور التى يحبها الله عز وجل أحبه الله.

والمراد أن يتبع رسول الله صلى عليه وآله وسلم فى أوامره ونواهيه، فإذا أحبه الله أقبل العبد عليه لا محالة، كان من دعاء داوود عليه الصلاة والسلام ( الهم إنى أسئلك حبك وحب من يحبك، وأسألك العمل الذى يبلغنى إلى حبك، الهم اجعل حبك أحب إلى من نفسى وأهلى ومن الماء البارد) نص على الأمور المذكورة، لأنها تأخذ القلب وتشغل عن الله عز وجل، فإن لم يشتغل بالله عز وجل واشتغل بتلك الأشياء، خيف عليه الجحد لنعم الله، والعياذ بالله تعالى.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والشوق مركبى

( والشوق مركبى) الذات الإنسانية مركب، والروح والشوق ريح ذلك المركب، فمادام التعلق حاصلا بالله عز وجل فالمركب سائرة، والشوق فوق الحب، والحب : الميل إلى الله عز وجل، والشوق: الإسراع بغير وقوف، فقد يوجد الميل ولا يوجد الشوق، وإنما إذا وجد الشوق فالميل موجود لا محالة.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

وذكر الله أنيسى

(وذكر الله أنيسى) ورد فى الحديث :

( اللهم أنت الصاحب فى السفر والخليفة فى الأهل) والمسافر لا يأنس فى سفره إلا بالمصاحب، وورد فى الحديث : ( ما من نفس يتنفسه الإنسان إلا وقد خطا به خطوة إلى الآخرة) فالأنفاس هى السفر، فإذا كان ذكر الله هو الأنيس فى ذلك السفر، فنعم الصاحب فى السفر، ونعم ما استأنس به من ذكر الله تعالى فى سفره.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والثقة كنزى

(والثقة كنزى) ورد فى الحديث :

( لايؤمن أحدكم حتى يكون بما فى يد الله أوثق منه بما فى يده) وورد فى الحديث :

(كنز المؤمن ربه) وورد : ( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت) فما بقى مع العبد إلا الوثوق بالله عز وجل، إذا لم يعطنا الله مما فى أيدينا أو مما فى أيدى غيرنا لم نقدر أن نأخذ شيئا.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والحزن رفيقى

(والحزن رفيقى) ورد فى الحديث :

(من أسف على آخره فاتته تقرب من الجنة مسيرة ألف عام، ومن أسف على ديننا فاتته تقرب من النار مسيرة ألف عام) فالحزن يعظم على قدر عظمة المحزون عليه، والحزن والأسف على ما فات، فإذا كان الأسف على ما فات من التجليات الإلهية فنعم الأسف.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والعلم سلاحى

(والعلم سلاحى) العلم أساس المعرفة، وأساس كل خير، وبه الوصول إلى عظمة الله فى القلب بحسن التفكر، كما قال تعالى : (فاعتبروا يا أولى الأبصار) ولا يكون ذلك إلا بالعلم.

شرح قوله صلى الله عليه وسلم

والصبر زادى

(والصبر زادى) العبد مسافر فى أنفاسه ولحظاته، وزاده فى سفره اتباع الأوامر والنواهى، ولا يتم له ذلك إلا بالصبر، وإن لم يصبر مشت به نفسه إلى ما يغضب الله عز وجل.

شرح قوله صلى الله عليه وسلم

والرضا غنيمتى

(والرضا غنيمتى) الغنيمة الكبرى الرضا بقسمة الله عز وجل، ورد فى المناجاة : (ياموسى إذا رضيت عنى فقد رضيت عنك، وإذا سخطت ولم ترض بقضائى استوجبت سخطى).

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والعجز فخرى

( والعجز فخرى) العجز هو الإعتراف بأنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، قال صلى الله عليه وآله وسلم ( الفقر فخرى وبه أفتخر)

والفقر فقد الأشياء من القلب، وامتلاء مكانها بالحب لله عز وجل، وهذا الفقر هو الذى افتخر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والفقر من حيث كونه فقرا لله عز وجل بالقلب فهو فقر محمود ومفتخر به، وأما الفقر المستعاذ منه الذى قرنه – صلى الله عليه وآله وسلم _ بالكفر فقال : ( اللهم إنى أعوذ بك من الكفر والفقر)

وقال – صلى الله عليه وآله وسلم : ( كاد الفقر أن يكون كفرا) فهو فقد الحق من القلب، وتعلق القلب بالأشياء التى تصده عن الله عز وجل، فإذا انعدمت هذه الأشياء من القلب وامتلأ القلب بالتعلق بالله عز وجل فهو الفقر الذى افتخر به رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والزهد حرفتى

( والزهد حرفتى) والزهد رتبة عالية شريفة، وهو أن لا يتعلق القلب بشىء من الأشياء، بل يعرض عنها جملة واحدة، ويزهد فيها، ولا يأخذ منها إلا ما يقربه من سيده ومولاه، وأن يكون واثقا بالله عز وجل، ولا يدخل فى قلبه إلا مولاه، فقد ورد فى الحديث : ( كنز المؤمن ربه) وهذا هو الجنة المعجلة، ومن كان هذا وصفه فمطمعه أحسن المطاعم وملبسه أحسن الملابس، والمشتغل بغير مولاه دائما فى عذابه.

فمن أقبل على الله تعالى بكليته وزهد فى الدنيا جعلها الله تعالى خادمة له، فقد ورد فى الحديث القدسى : ( يادنيا اخدمى من خدمنى واستخدمى من خدمك).

قيل لبعض الأولياء : لم زهدت الدنيا؟

قال : لزهدها فى، وقال بعض الملوك لبعض الأولياء : ما أزهدك يا فلان! قال أنت أزهد منى، قال : وكيف؟ قال : أنت زهدت فى الحور والقصور ومابقى، وأنا زهدت فيما يفنى من هذه الأمور الدنيوية، فانظر إلى هذه الموعظة التى وعظ بها الصوفى هذا الملك.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

واليقين قوتى

( واليقين قوتى) اليقين شهود الحق، قال عز وجل : ( والذين هم بشهاداتهم قائمون) وقرىء ( بشهادتهم ) فشهود الحق هو قوتهم، فهم دائما قائمون بشهودهم شهودا بعد شهود.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والصدق شفيعى

( والصدق شفيعى ) الصدق نعم الشفيع عند الله عز وجل ( ومن أصدق من الله حديثا ) فمن أعطاه الله الصدق فقد أعطاه وصفه وخلقه بأخلاقه، فمن صدق فى توجهه إلى سيده ومولاه فلا شفاعة أعظم من ذلك، وأصل الطريق إلى الله عز وجل الصدق، والعلم بأن مولاه إنما خلقه لعبادته، فلا يزال العبد متوجها إلى الله فى عبادته صادقا فيها ( فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ) فيصدق العبد فى طلب العلم، ويعلم لأى شىء خلقه ربه، ويتوجه بكليته إليه قلبا وقالبا، فالصدق سيف لا ينبو، وجواد لا يكبو، وإنما كان القرآن معجزا لكونه صدقا، وقال بعض الأولياء – وهو سيدى محيى الدين بن العربى _ : قيل لى : أتدرى بم صار القرآن معجزا ؟! قلت : لا، قيل لى : لكونه صدقا.

اصدق يكن كلامك معجزا

فعليك بالصدق فى مصاحبة الحق والخلق، فلا تصاحب الحق إلا بالصدق، ولا تصحب الخلق إلا بالصدق.

وحقيقة الصدق التوجه إلى الله تعالى بالكلية، قال صلى الله عليه وآله وسلم : (( إن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)) والتحرى هو أن ينظر فى ذلك الأمر الذى سيقدم عايه عن كان صادقا فعله وإلا تركه، لأن الحالف يظن أن ذلك يقرب الرزق وهو عين تبعيد الرزق عنه، وورد فى الحديث : ( ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : السبل إزاره، والمان الذى لا يعطى إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) فإنه يغضب الله عز وجل ويكون سببا لذهاب الرزق لذهاب الرزق، وعليك بالصدق فى معاملة الحق والخلق، فإنه يأتيك إن شاء الله تعالى الخير الكثير.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

الطاعة حسبى

( والطاعة حسبى ) أى : شرفى وكفايتى، فإنه من أطاع الله كفاه كل شرورهم، وورد فى الحديث : ( تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها _ أى شرفها _ ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أى : مسكت تراب الجنة ولصقت به، وهذه الكلمة دعوة صالحة من النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وورد فى حديث آخر : ( من تزوج امرأة لمالها لم يزده الله إلا فقيرا، ومن تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا، ومن تزوج امرأة لدينها كان سكان له منها وكان لها منه )

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

والجهاد خلقى

( والجهاد خلقى ) الجهاد جهادان : جهاد الكفار أى : الدعوة إلى الله عز وجل، وجهاد النفس لدعوتها لصدق الإقبال إلى الله عز وجل قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لكل نبى حرفة وحرفتى الفقر والجهاد ) والفقر خلو القلب من الأشياء وامتلاؤه بالله عز وجل، وإنما اختار صلى الله عليه وآله وسلم الفقر لأن رياحه زعازع لا يثبت فيه إلا الكمل من الرجال. فإن بعض الناس أعطى بعض الأولياء شيئا من المال وضعه فى حجرة وهو جالس، فقال أردت بصدقتك هذه أن أكتب فى ديوان الأغنياء وتدعنى خمسمائة عام واقفا فى العرق والفقراء فى الجنة ؟! مالى إليها من حاجة. فقام فتساقطت فى موضعه قال : فما رأيت أعز منه حين تركها وقام، ولا أذل منى حين صرت أتتبعها، فأهل الله يخافون على زوال غناهم، قال الله عز وجل : ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) وقال الله عز وجل : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) فالتزم _ صلى الله عليه وآله وسلم – فقره الذى سماه الله به، فإن المراد بالناس هو لأنه أصلهم _ إذ الكل من القبضة التى هى نوره _ حتى لقى الله عز وجل، ولم يرد أ، يشارك مولاه فى صفة الغنى صلى الله عليه وآله وسلم.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

وقرة عينى فى الصلاة

( وقرة عينى فى الصلاة ) ولم يقل بالصلاة، لأنه غائب عن أفعاله بقرة عينه، والمراد بقرة عينه شهوده محبوبه عز وجل فى صلاته، وقال صلى الله عليه وآله وسلم لبلال : ( أرحنا بها يابلال ) يريد الصلاة، لأن فيها شهود الحق.

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

وهمى لأجل أمتى

( وهمى لأجل أمتى ) الإهتمام بأمور المسلمين من الحقوق الأكيدة، فقد ورد فى الحديث : ( من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم )، وقال الله عز وجل : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) وهى كثرة الهموم والغموم، فقد ورد فى الحديث : ( إنى لآخذ بحجزكم عن النار وأنتم تتفحمون فيها كما يتفحم الفراش فى المصباح ) فهم يغلبونه، أى : يخالفونه ويلقون أنفسهم، والمراد بالأمة أمة الدعوة وأمة الإجابة، لأنه _ صلى الله عليه وآله وسلم – رحمة للعالمين، قال الله عز وجل : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم

وشوقى إلى ربى

( وشوقى إلى ربى ) قال الله عز وجل : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وإذا كان كذلك فكيف يكون الإشتياق؟ ولكن ذلك من باب قول القائل :

ومن عجب أنى أحن إليهم

وأسأل عنههم دائما وهم معى

وتبكيهم عينى وهم فى سوادها

ويشتاقهم قلبى وهم بين أضلعى

وهذا الشوق كل واحد ينال منه على قدره، فإذا تمكن صار عشقا وشغفا، فإذا صار عشقا وشغفا غاب فى وعشوقه كمجنون ليلى، قال لها : إليك عنى فقد شغلنى حبك عنك، وهذا من ضلال المحبة أغناه الإتحاد بها عنها، وهو مقام الفناء، وحقيقة الفناء : الإتحاد ( فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به ) الحديث، كما يليق به عز وجل، وليس المراد مايتوهمه من لا بصيرة له مما ينزه مولانا جل وعلا عنه، فذلك كفر وضلال والإتحاد الذى يذكره أهل الله رضى الله تعالى عنهم أمر ذوقى لا يمكن التعبير عنه، فهو من علوم الأذواق لا من علوم الأوراق.

فلم تهونى ما لم تكن فى فانيا

ولم تفن ما لم تجتلى فيك صورتى
الشريف مهدى الحداد
الشريف مهدى الحداد

عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 01/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى